فصل: قال أبو حيان:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



.قال ابن الجوزي:

{وَاتَّخَذَ قَوْمُ مُوسَى مِنْ بَعْدِهِ} أي: من بعد انطلاقه إلى الجبل للميقات.
{من حُلِّيِّهم} قرأ ابن كثير، ونافع، وأبو عمرو، وعاصم وابن عامر: {من حُليّهم} بضم الحاء.
وقرأ حمزة، والكسائي: {حِليّهم} بكسر الحاء.
وقرأ يعقوب: بفتحها وسكون اللام وتخفيف الياء.
والحُليّ: جمع حَلْيٍ، مثل: ثَدْي وثُدِيٍّ، وهو اسم لما يُتحسَّن به من الذهب والفضة.
قال الزجاج: ومن كسر الحاء من {حليهم} أتبع الحاء كسر اللام.
والجسد: هو الذي لا يعقل ولا يميز، إنما هو بمعنى الجثة فقط.
قال ابن الأنباري: ذِكر الجسد دلالة على عدم الروح منه، وأن شخصه شخص مثال وصورة، غير منضم إليهما روح ولا نفس.
فأما الخُوار: فهو صوت البقرة، يقال: خَارَتْ البقرة تَخُورُ، وَجَأرَتَ تَجْأَرُ؛ وقد نُقِلَ عن العرب انهم يقولون في مثل صوت الإنسان من البهائم: رَغَا البعير وجَرْجَرَ وهَدَرَ وقَبْقَبَ، وصَهَل الفرس وحَمْحَمَ، وشَهَقَ الحمار ونَهَقَ، وشَحَجَ البغل، وثَغَتْ الشاة ويَعَرَتْ، وثَأجَتَ النَّعْجَة، وبَغَمَ الظبي ونَزَبَ، وزَأرَ الأسدُ ونَهَتَ ونَأَتَ، ووَعْوَعَ الذئب، ونَهَم الفِيْلُ، وزَقَحَ القِرْدُ، وَضَبَحَ الثَّعْلَبُ، وعَوَى الكَلْبُ وَنَبَحَ، ومَاءتِ السِّنّور، وَصَأت الفأرة، ونَغَقَ الغُرَابُ، معجمةَ الغين، وزقأ الدِّيك، وسَقَعَ وصَفَرَ النسْرُ، وَهَدَرَ الحمام وَهَدَلَ، ونَقَضَتِ الضَّفَادِع ونقَّت، وعَزَفَتِ الجِنَّ.
قال ابن عباس: كان العجل إذا خار سجدوا، وإذا سكت رفعوا رؤوسهم.
وفي رواية أبي صالح عنه: أنه خار خورة واحدة ولم يُتبعها مثلها، وبهذا قال وهب، ومقاتل.
وكان مجاهد يقول: خواره حفيف الريح فيه؛ وهذا يدل على أنه لم يكن فيه روح.
وقرأ أبو رزين العقيلي، وابو مجلز: {له جُوار} بجيم مرفوعة.
قوله تعالى: {ألم يروا أنه لا يُكلِّمهم} أي: لا يستطيع كلامهم.
{ولا يهديهم سبيلًا} أي: لا يبيِّن لهم طريقًا إلى حجة.
{اتخذوه} يعني: اتخذوه إلهًا.
{وكانوا ظالمين} قال ابن عباس: مشركين. اهـ.

.قال القرطبي:

قوله تعالى: {واتخذ قَوْمُ موسى مِن بَعْدِهِ} أي من بعد خروجه إلى الطُّور.
{مِنْ حُلِيِّهِمْ} هذه قراءة أهل المدينة وأهلِ البصرة.
وقرأ أهل الكوفة إلا عاصمًا {من حِلِيِّهمْ} بكسر الحاء.
وقرأ يعقوب {من حَلْيِهِم} بفتح الحاء والتخفيف.
قال النحاس: جمع حَلْيٍ حُلِيٌّ وحِليٌّ؛ مثلُ ثَدْي وثُدِيّ وثِدِيّ.
والأصل حلُوى ثم أدغمت الواو في الياء فانكسرت اللام لمجاورتها الياء، وتكسر الحاء لكسرة اللام.
وضمها على الأصل.
{عِجْلًا} مفعول.
{جَسَدًا} نعت أو بدل.
{لَّهُ خُوَارٌ} رفع بالابتداء.
يقال: خار يَخُور خُوَارًا إذا صاح.
وكذلك جَأر يَجْأَر جُؤارا.
ويقال: خَور يَخْوَر خَوَرًا إذا جَبُن وضَعُف.
ورُوي في قصص العجل: أن السّامِريّ، واسمه موسى بن ظفر، ينسب إلى قرية تدعى سَامِرة.
وُلد عام قَتْل الأبناء، وأخفته أُمه في كهف جبل فغذّاه جبريل فعرفه لذلك؛ فأخذ حين عبر البحر على فرس وَدِيق ليتقدّم فرعونَ في البحر قبضةً من أثر حافر الفرس.
وهو معنى قوله: {فَقَبَضْتُ قَبْضَةً مِّنْ أَثَرِ الرسول} [طه: 96].
وكان موسى وعد قومه ثلاثين يومًا، فلما أبطأ في العشر الزائد ومضت ثلاثون ليلة قال لبني إسرائيل وكان مطاعًا فيهم: إن معكم حُلِيًّا من حُليّ آل فرعون، وكان لهم عيد يتزينون فيه ويستعيرون من القبط الحُلِيّ فاستعاروا لذلك اليوم؛ فلما أخرجهم الله من مصر وغرّق القبط بَقِيَ ذلك الحليّ في أيديهم، فقال لهم السَّامِرِيّ: إنه حرام عليكم، فهاتوا ما عندكم فنحرقه.
وقيل: هذا الحليّ ما أخذه بنو إسرائيل من قوم فرعون بعد الغرق، وأن هارون قال لهم: إن الحُليّ غنيمة، وهي لا تَحِلّ لكم؛ فجمعها في حُفْرة حَفَرها فأخذها السّامِرِيّ.
وقيل: استعاروا الحليّ ليلةَ أرادوا الخروج من مصر، وأوهموا القبط أن لهم عرسًا أو مجتمَعًا، وكان السَّامِرِيّ سمع قولهم: {اجعل لَّنَا إلها كَمَا لَهُمْ آلِهَةٌ} [الأعراف: 138].
وكانت تلك الآلهة على مثال البقر؛ فصاغ لهم عجلًا جسدًا، أي مُصْمَتًا؛ غير أنهم كانوا يسمعون منه خُوارًا.
وقيل: قَلبه الله لحمًا ودمًا.
وقيل: إنه لما ألقى تلك القبضة من التراب في النار على الحُليّ صار عجلًا له خُوار؛ فخار خَوْرَة واحدة ولم يُثنّ ثم قال للقوم: {هاذا إلهكم وإله موسى فَنَسِيَ} [طه: 88].
يقول: نَسيهَ هاهنا وذهب يطلبه فضلّ عنه فتعالَوْا نعبد هذا العجل.
فقال الله لموسى وهو يناجيه: {فَإِنَّا قَدْ فَتَنَّا قَوْمَكَ مِن بَعْدِكَ وَأَضَلَّهُمُ السامري} [طه: 85].
فقال موسى: يا ربّ، هذا السّامريّ أخرج لهم عجلًا من حلِيّهم، فمن جعل له جسدًا؟ يريد اللّحم والدّم ومن جعل له خوارًا؟ فقال الله سبحانه: أنا فقال: وعِزّتك وجلالك ما أضلّهم غيرُك.
قال صدقت يا حكيم الحكماء.
وهو معنى قوله: {إِنْ هِيَ إِلاَّ فِتْنَتُكَ} [الأعراف: 155].
وقال القَفّال: كان السامِريّ احتال بأن جوّف العجل، وكان قابل به الريح، حتى جاء من ذلك ما يُحاكي الخُوار، وأوهمهم أن ذلك إنما صار كذلك لما طرح في الجسد من التراب الذي كان أخذه من تراب قوائم فرس جبريل.
وهذا كلام فيه تهافت؛ قاله القُشَيْرِيّ.
قوله تعالى: {أَلَمْ يَرَوْاْ أَنَّهُ لاَ يُكَلِّمُهُمْ} بيّن أن المعبود يجب أن يتّصف بالكلام.
{وَلاَ يَهْدِيهِمْ سَبِيلًا} أي طريقًا إلى حجة.
{اتخذوه} أي إلهًا.
{وَكَانُواْ ظَالِمِينَ} أي لأنفسهم فيما فعلوا من اتخاذه.
وقيل: وصاروا ظالمين أي مشركين لجعلهم العجل إلهًا. اهـ.

.قال الخازن:

قوله تعالى: {واتخذ قوم موسى من بعده} يعني من بعد انطلاق موسى إلى الجبل لمناجاة ربه: {من حليهم} يعني التي استعاروها من قوم فرعون وذلك أن بني إسرائيل كان لهم عيد فاستعاروا من القبط الحلي ليتزينوا به في عيدهم فبقي عندهم إلى أن أهلك الله فرعون وقومه فبقي الحلي لبني إسرائيل ملكًا لهم فلذلك قال الله تعالى: {من حليهم} فلما أبطأ موسى عليهم جمع السامري ذلك الحلي وكان رجلًا مطاعًا في بني إسرائيل فلذلك قال تعالى: {واتخذ قوم موسى}.
والمتخذ هو واحد فنسب الفعل إلى الكل لأنه كان برضاهم فكأنهم أجمعوا عليه وكان السامري رجلًا صائغًا فصاغ لهم {عجلًا جسدًا} يعني من ذلك الحلي وهو الذهب والفضة وألقى في ذلك العجل من تراب أثر فرس جبريل عليه السلام فتحول عجلًا جسدًا لحمًا ودمًا {له خوار} هو صوت البقر وهذا معنى قول ابن عباس والحسن وقتادة وجمهور أهل التفسير وقيل كان جسدًا لا روح فيه وكان يسمع منه صوت وقيل إن ذلك الصوت كان خفيق الريح وذلك أنه جعله مجوفًا ووضع في جوفه أنابيب على وضع مخصوص فإذا هبت الريح دخلت في تلك الأنابيب فيسمع لها صوت كصوت البقر.
والقول الأول: أصح لأنه كان يخور وقيل إنه خار مرة واحدة وقيل إنه كان يخور كثيرًا وكلما خار سجدوا له وإذا سكت رفعوا رؤوسهم.
قال وهب كان يسمع منه الخوار ولا يتحرك.
وقال السدي: كان يخور ويمشي {ألم يروا} يعني الذين عبدوا العجل وقيل إن بني إسرائيل كلهم عبدوا العجل إلا هارون بدليل قوله تعالى: {واتخذ قوم موسى من بعده} وهذا يفيد العموم وقيل إن بعضهم عبد العجل وهو الصحيح وأجيب عن قوله واتخذ قوم موسى أنه خرج على الأغلب وكذا قوله: {ألم يروا} {أنه} يعني العجل الذي عبدوه {لا يكلمهم ولا يهديهم سبيلًا} يعني أن هذا العجل لا يمكنه أن يتكلم بصواب ولا يهدي إلى رشد ولا يقدر على ذلك ومن كان كذلك كان جمادًا أو حيوانًا ناقصًا عاجزًا وعلى كلا التقديرين لا يصلح لأن يعبد {اتخذوه وكانوا ظالمين} يعني لأنفسهم حيث أعرضوا عن عبادة الله تعالى الذي يضر وينفع واشتغلوا بعبادة العجل الذي لا يضر ولا ينفع ولا يتكلم ولا يهديهم إلى رشد وصواب. اهـ.

.قال أبو حيان:

{واتخذ قوم موسى من بعده من حليهم عجلًا جسدًا له خوار}.
إن كان الاتخاذ بمعنى اتخاذه إلهًا معبودًا فصح نسبته إلى القوم وذكر أنهم كلهم عبدوه غير هارون ولذلك {قال ربي اغفر لي ولأخي}، وقيل إنما عبده قوم منهم لا جميعهم لقوله: {ومن قوم موسى أمة يهدون بالحق} وإن كان بمعنى العمل كقوله: {كمثل العنكبوت اتخذت بيتًا} أي عملت وصنعت فالمتخذ إنما هو السامري واسمه موسى بن ظفر من قرية تسمى سامرة ونسب ذلك إلى قوم موسى مجازًا كما قالوا بنو تميم قتلوا فلانًا وإنما قتله واحد منهم ولكونهم راضين بذلك ومعنى {من بعده} من بعد مضيه للمناجاة و{من حليّهم} متعلق باتخذ وبها يتعلق من بعده وإن كانا حر في جرّ بلفظ واحد وجاز ذلك لاختلاف مدلوليهما لأنّ من الأولى لابتداء الغاية والثانية للتبعيض وأجاز أبو البقاء أن يكون {من حليهم} في موضع الحال فيتعلق بمحذوف لأنه لو تأخر لكان صفة أي {عجلًا} كائنًا {من حليهم}.
وقرأ الأخوان {من حليهم} بكسر الحاء اتباعًا لحركة اللام كما قالوا: عصى، وهي قراءة أصحاب عبد الله ويحيى بن وثاب وطلحة والأعمش، وقرأ باقي السبعة والحسن وأبو جعفر وشيبة بضم الحاء وهو جمع حلى نحو ثدي وثدى ووزنه فعول اجتمعت ياء وواو وسبقت إحداهما بالسكون فقلبت الواو ياء وأدغمت في الياء وكسر ما قبلها لتصحّ الياء، وقرأ يعقوب {من حَلْيهم} بفتح الحاء وسكون اللام وهو مفرد يراد به الجنس أو اسم جنس مفرده حلية كتمر وتمره، وإضافة الحلى إليهم إما لكونهم ملكوه من ما كان على قوم فرعون حين غرقوا ولفظهم البحر فكان كالغنيمة ولذلك أمر هارون بجمعه حتى ينظر موسى إذا رجع في أمره أو ملكوه إذ كان من أموالهم التي اغتصبها القبط بالجزية التي كانوا وضعوها عليهم فتحيل بنو إسرائيل عل استرجاعها إليهم بالعارية وإما لكونهم لم يملكوه لكن تصرفت أيديهم فيه بالعارية فصحت الإضافة إليهم لأنها تكون بأدنى ملابسة.
روى يحيى بن سلام عن الحسن: أنهم استعاروا الحلي من القبط لعرس، وقيل: اليوم زينة ولما هلك فرعون وقومه بقي الحلي معهم وكان حرامًا عليهم وأخذ بنو إسرائيل في بيعه وتمحيقه، فقال السامريّ لهارون: إنه عارية وليس لنا فأمر هارون مناديًا بردّ العارية ليرى فيها موسى رأيه إذا جاء فجمعه وأودعه هارون عند السامري وكان صائغًا فصاغ لهم صورة عجل من الحلي، وقيل: منعهم من ردّ العارية خوفهم أن يطلع القبط على سُراهم إذ كان تعالى أمر موسى أن يسري بهم، والعجل ولد البقرة القريب الولادة ومعنى {جسدًا} جثة جمادًا، وقيل: بدنًا بلا رأس ذهبًا مصمتًا، وقيل: صنعه مجوفًا، قال الزمخشري: {جسدًا} بدنًا ذا لحم ودم كسائر الأجساد، قال الحسن: إنّ السامريّ قبض قبضة من تراب من أثر فرس جبريل عليه السلام يوم قطع البحر فقذفه في في العجل فكان عجلًا له خوار انتهى.
وهذا ضعيف أعني كونه لحمًا ودمًا لأنّ الآثار وردت بأن موسى برده بالمبارد وألقاه في البحر ولا يبرد اللحم بل كان يقتل ويقطع، وقال ابن الأنباري: ذكر الجسد دلالة على عدم الروح فيه انتهى، وظاهر قوله: {له خوار} يدلّ على أنه فيه روح لأنه لا يخور إلا ما فيه روح، وقيل: لما صنعه أجوف تحيل لتصويته بأن جعل في جوفه أنابيب على شكل مخصوص وجعله في مهبّ الرياح فتدخل في تلك الأنابيب فيظهر صوت يشبه الخوار، وقيل: جعل تحته من ينفخ فيه من حيث لا يشعر به فيسمع صوت من جوفه كالخوار، وقال الكرماني: جعل في بطن العجل بيتًا يفتح ويغلق فإذا أراد أن يخور أدخله غلامًا يخور بعلامة بينهما إذا أراد، وقيل: يحتمل أن يكون الله أخاره ليفتن بني إسرائيل وخواره، قيل: مرة واحدة ولم يثنِ رواه أبو صالح عن ابن عباس، وقيل: مرارًا فإذا خار سجدوا وإذا سكت رفعوا رؤوسهم، وقاله ابن عباس وأكثر المفسرين، وقرأ علي وأبو السّمأل وفرقة جؤار: بالجيم والهمز من جأر إذا صاح بشدّة صوت وانتصب {جسدًا}، قال الزمخشري على البدل، وقال الحوفي على النعت وأجازهما أبو البقاء وأن يكون عطف بيان وإنما قال: {جسدًا} لأنه يمكن أن يتخذ مخطوطًا أو مرقومًا في حائط أو حجر أو غير ذلك كالتماثيل المصوّرة بالرقم والخط والدّهان والنقش فبين تعالى أنه ذو جسد.
{ألم يروا أنه لا يكلمهم ولا يهديهم سبيلًا}، إن كان اتخذ معناه عمل وصنع فلابد من تقدير محذوف يترتب عليه هذا الإنكار وهو فعبدوه وجعلوه إلهًا لهم وإن كان المحذوف إلهًا أي اتخذوا {عجلًا جسدًا له خوار} إلهًا فلا يحتاج إلى حذف جملة، وهذا استفهام إنكار حيث عبدوا جمادًا أو حيوانًا عاجزًا عليه آثار الصّنعة لا يمكن أن يتكلم ولا يهدي وقد ركز في العقول أن من كان بهذه المثابة استحال أن يكون إلهًا وهذا نوع من أنواع البلاغة يسمّى الاحتجاج النظري وبعضهم يسميه المذهب الكلامي والظاهر أن يروا بمعنى يعلموا وسلب تعالى عنه هذين الوصفين دون باقي أوصاف الإلهية لأنّ انتفاء القدرة وانتفاء هذين الوصفين وهما العلم والقدرة يستلزمان باقي الأوصاف فلذلك حضّ هذان الوصفان بانتفائهما.
{اتخذوه وكانوا ظالمين} أي أقدموا على ما أقدموا عليه من هذا الأمر الشنيع وكانوا واضعين الشيء في غير موضعه أي من شأنهم الظلم فليسوا مبتكرين وضع الشيء في غيره موضعه وليس عبادة العجل بأول ما أحدثوه من المناكر، قال ابن عطية ويحتمل أن تكون الواو واو الحال انتهى يعني في {وكانوا} والوجه الأول أبلغ في الذمّ وهو الإخبار عن وصفهم بالظلم وإنّ شأنهم ذلك فلا يتقيد ظلمهم بهذه الفعلة الفاضحة. اهـ.